مأساتــي .. وماذا تعلمت منها .. فهل من معتبرّ!!!

مأساتــي .. وماذا تعلمت منها .. فهل من معتبرّ!!!

إخوتي أخواتي .. إليكم هذه الكلمات التي كتبتها بقلمي والحبر كان دموعي ..

إليكم .. مأســـاتي .. وماذا تعلمت منها ..





أفكر دائما في الماضي الذي غرقت سفينته في واد عميق .. ولكن بداخلي تغرق السفن في هذا الوادي من غير وجود ماء .. فكم أتمنى أن يكون فيه ماء ولو للحظات قليلة ... حتى تجرف أمواجه مرارة الماضي .. الذي يقطع أحشائي ويعطل نبضات قلبي ويمزقها .. فقط .. بمجرد تذكره ..

فالذكرى كوب مرارة نشربه بمجرد تصفحنا كتاب الذكريات في عقولنا .. فكيف لو نقرأه مع كل تفاصيله سطرا بسطر .. حتما ستتذوق بحر عينيك قطرة بقطرة .. فتصبح أشبه بمجنون يبكي فرحا لحزنه .. كل هذا بسبب شيء صغير ولكن تأثيره أكبر ... فهو الماضي وذكرياته ...

عندما نحاول تذكر ماضينا نبتعد بأفكارنا ونبحر بعيدا عن الواقع الذي نعيشه ... ونتهم الزمان على إغراق السفينة .. والحقيقة اننا نحن من يقود السفينة والظلام يسود البحر .. وأبصارنا نائمة خوفا من مواجهة الواقع المرير ..

فكيف نلوم زماننا والعيب فينا .. ومالي زماننا عيب سوانا ...

إلى متى يبقى الجهل يدمر سفينة المستقبل !! .. ويبقى العقل أسير الظلام !! فسنبقى نسقط في الحفر مادام دليلنا فاقدا للبصر ...

ومازالـت عينـــي ترى نفســا إلا وتقـــول :

قلبـــــــي دليــــــلي ..


أوليس القلب أعمى يابشــــر .. فكيف نركب سفينة ولا نعلم من أين طريق السفر .. أم أننا نترك السفينة ضحية الأمواج ونقول :: شـــــــــــآء القــــدر!
فأين ذهب العقل عند هطول المطر ؟! ...

.. غياب العــقل عن القلب أشبه بطفل فقد أمه .. فوجد نارا وسط الجليد أراد أن يتدفأ بها .. فاحترقت يداه وظل يبكي .. وما فائدة البكاء بعد الشعور بالألم .. وما عاد ينفع الندم ... فلو كانت الأم حاضرة ما كان أصلا ليشعر بالبرد ...

هذا هو حال القلب عندما ينام العقل في سبات عميق ... ولكن مازالت الآمال مشرقة وآن أوان العقل بأن يستفيــق .. ويحطم قيــود الظلام لتشرق الشمس .. ويبدأ نهار أبيض جديد مع أرض خضراء وثمار ناضجة في انتظار من يقطفها ويتلذذ بنضجها .. وكلما سارعنا في قطفها .. كان مذاقها أطيب وأحلا ..

فلنحكّم عقولنا وننسى ماضينا .. ونحطم قيود الظلام مما يخبئه المستقبل ...

كل هذا فقط بمجرد تفكيرنا بالماضي .. فنبتعد عن الماضي لنفكر بالمستقبل .. نجد المخاوف تزداد كلما قفزنا إليه بأفكارنا .. ونجد السفينة تغرق قبل أن تهب العاصفة .. ويشيب رأس الطفل قبل أن يكبر ..

فلماذا نفكر بالمستقبل ونحن لا نعلم خفاياه .. فندخل في دوامة الخوف التي لا تنتهي .. كالذي خاف من العاصفة فخبأ نفسه في أعماق المحيط .. فهبت رياح بسيطة ثم أشرقت الشمس .. فضحك على نفسه وقال : أهذا ما كنت أخشاه ؟؟!...

.. فسنبقى في خوف دائم لا يزول إلا بمواجهة الواقع الذي نعيشه .. وكلما تهربنا من الحقيقة كانت النفس أضعف وأصبح الخوف أكبر ..

... فمن نفســـي
أقـــول :

في كل مرة أوكب سفينة أواجه نوعا جديدل من الأمواج ...
وفي كل مرة تصدمني موجة أكبر من اتي تسبقها .. وكل صدمة تعلمني كيف أواجه التي تليها ..
فالحياة تستحق أن نجرب .. إما أن نضحك معها أو نضحك عليها ..

وعندما أرست آخر سفينة ركبتها .. جلست على الشاطئ وتساءلت في نفسي .. لماذا هاجمتني الأمواج ولم تغرقني ؟؟! ولا أملك كنزا حتى أكون هدفا فتأخذه مني ؟! ..


فأجابتني الرياح التي حاولت أن تصفعني بلا فائدة .. وقــــــالت :

- أنا التي استعنت بالأمواج عندما علمت أن لا جدوى لصفعاتي .. فاستيقظي قبل أن تستعين الأمواج بالبرق الذي يصعق بدون صوت .. أو بالرمال التي نغرق فيها بدون أن نشعر بالغرق ...


ففكرت في كلام الرياح .. ورجعت بعقلي إلى الأمواج التي كنت أضعها في رأس قائمة أعدائي ..

فبكـــيت وذقت مرار قطرات عيني .. عندما علمت أنها صفعتني لأغير طريق دربي .. عندما كان قلبـــي دليـــلي ..
فلما جئت أتفد قلبــي وجدته أعمى .. ويقود نفسي بدون سؤال أين أذهب ؟ فذهبت إلى عقلي وصرخت : أن أيتها الأم أنجدي طفلك قبل أن يشعر بالبرد فيحرق يداه ويبكي ثانية ...

وأيقنـــــــت أن ::

الماضي فـــات فلماذ نعود إليــــه ..
والمستقبل بعيـــــد فلماذا نســـرع إليه ...
أما الحاضر هـــانحن نعيـــشه فلنستمتع بكل لحظة فيـــه ...



أنار الله دربكم ودمتم في رعـــاية اللــــه ..



مع تحيـــــاتي ..